في إحدى جامعات دول الخليج، دخل أستاذ رياضيات عراقي إلى قاعة المحاضرات كعادته، مستعدًا لتقديم علمه وخبراته إلى طلابه. ولكنه تفاجأ عندما وقعت عيناه على السبورة، وقد كُتبت عليها عبارة "عراقي فلافل" بخط عريض.
توقف الأستاذ للحظات، ناظرًا إلى العبارة بحزن عميق لم يستطع إخفاءه. شعر بثقل تلك الكلمات التي لم تكن مجرد إهانة شخصية، بل طعنة في كرامة وطنه الذي علّم العالم الحضارة والعلم. وبينما هو غارق في صمته، ارتفع صوت أحد الطلاب، يضحك بسخرية، ويقول له بنبرة مستفزة:
"يا أستاذ، جاوبنا على هذا السؤال بالله عليك!"
صُدم الأستاذ. شعر بغصة في قلبه وكأن الكلمات جرحته بعمق. كانت تلك اللحظة كافية لتعيد إلى ذهنه ذكريات وطنه، العراق، الذي كان يومًا منارة للعلم والثقافة، حيث الجامعات الرصينة والمفكرون العظماء. العراق الذي خرّج أطباء ومهندسين وعلماء ملأوا الدنيا عطاءً. وتساءل بحسرة: كيف أصبح العراق، الذي كان رمز الحضارة، مهزلة في أعين البعض؟
رغم كل الألم، لم يُظهر الأستاذ غضبه. تقدم نحو السبورة بهدوء، أمسك القلم، وكتب:
"سأخبركم ماذا يساوي العراقي."
ثم بدأ يسرد:
طبيب يعالجكم من أمراضكم المزمنة.
مهندس يبني لكم البيوت والمدن الحديثة بدل الخيام التي كانت تأويكم.
معلم يُخلصكم من الجهل الذي غرقتم فيه.
ممرض يضمد جراحكم قبل أن تتعفن.
عالم يُطلعكم على آخر ما توصل إليه العلم.
جندي يعلمكم معنى الأمن والدفاع عن الوطن.
إعلامي يمحو عنكم صورة التخلف التي التصقت بكم.
أستاذ جامعي يغرس فيكم الأخلاق قبل العلم.
ثم توقف، ونظر إلى الطلاب الذين خيم عليهم الصمت والذهول. وقبل أن يخرج من القاعة، كتب بخط عريض على السبورة:
"مع الأسف... لم تتعلموا شيئًا."
غادر القاعة تاركًا وراءه طلابًا في حيرة وذهول. تساءلوا: ماذا كان يقصد؟ هل كان يودعهم؟ أم كان يفتح الباب لتساؤلات أعمق؟ وهل يمكن أن تكون هناك نهاية مختلفة لما حدث؟
النهاية المفتوحة لك عزيز القارئ :
هل رد الطلاب على الأستاذ؟
هل كانت هذه الواقعة بداية لتغيير في تفكيرهم؟
أم أن الأستاذ قرر المغادرة وعدم العودة؟
كل قارئ يمكنه أن يضع نهاية تناسب المشاعر التي استثيرت داخله.
قد يهمك أيضا أيضا قرأة : شهر واحد غيّر كل شيء قصة رجل اكتشف قيمة زوجته بعد فوات الأوان